شهدت منطقة درعة-تافيلالت، خاصة في الحوضين العلوي والوسط لحوض درعة واد نون المائي، أحداثًا جوية هامة تميزت بعواصف رعدية شديدة مصحوبة بالبرد وهبوب رياح قوية، وذلك خلال الفترة الممتدة من صباح يوم الجمعة 06 شتنبر 2024 إلى صباح السبت 07 شتنبر 2024. هذه التقلبات الجوية ساهمت في هطول أمطار غزيرة بلغت كميتها 183.7 ملم، وفقًا لتقارير وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون.
وقد تجلت آثار هذه التساقطات المطرية من خلال تدفق كميات كبيرة من المياه نحو خزانات السدود الواقعة في منطقة درعة العليا. بلغ إجمالي الواردات المائية المسجلة حوالي 5.48 ملايين متر مكعب من المياه، كان النصيب الأكبر منها من نصيب سد المنصور الذهبي بإقليم وارزازات الذي استقبل 3.51 ملايين متر مكعب، بينما استقبل سد مولاي علي الشريف نحو 1.74 مليون متر مكعب.
هذه الإمدادات المائية جاءت في وقت حرج، حيث تعاني المنطقة من نقص في الموارد المائية، وتساهم هذه الكميات في تعزيز احتياطيات المياه، مما يؤمن إمدادات المياه الصالحة للشرب لمدن ورزازات وزاكورة وأحدز والمناطق المجاورة. كما تُعد هذه الكميات مهمة للقطاع الفلاحي، حيث ستدعم أنشطة الري وتحسين الزراعة في الواحات والمناطق الزراعية المحيطة.
وبالإضافة إلى تعزيز المخزون المائي في السدود، ستساهم هذه الأمطار في تغذية منسوب المياه الجوفية وعلى أطراف الأودية، ما يدعم زراعة النخيل في واحات المنطقة. ورغم الفوائد المائية الكبيرة، فإن وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون تظل على يقظة كاملة نظرًا لخطر الفيضانات في بعض المناطق الحساسة.
وقد كثفت الوكالة عمليات مراقبة البنية التحتية المائية والمحطات الهيدرولوجية لضمان سلامة المنطقة، والحد من المخاطر المحتملة على السكان والبنية التحتية، خاصة في ظل استمرارية هطول الأمطار والرياح العاتية.
