في مباراة مثيرة شهدتها أرضية الملعب الشرفي بمكناس، تمكن النادي المكناسي من قلب تأخره بهدفين نظيفين إلى تعادل مثير بهدفين لمثلهما، في لقاء مؤجل عن الجولة 17 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول، جرى اليوم الخميس. المباراة لم تخلُ من الجدل، حيث أثار الهدف الثالث للنادي المكناسي، الذي سجله اللاعب المغراوي في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، تساؤلات كبيرة بعد أن تم إلغاؤه بداعي خطأ ، رغم أنه بدا هدفاً مشروعاً في أعين الكثيرين.
بدأ الجيش الملكي المباراة بقوة، ونجح في افتتاح التسجيل مبكراً عن طريق اللاعب زكرياء أجوغلال في الدقيقة الرابعة، مستغلاً ارتباكاً دفاعياً من جانب النادي المكناسي. هذا الهدف المبكر بعثر أوراق المدرب عبد اللطيف جريندو ولاعبيه، الذين حاولوا العودة سريعاً في النتيجة، لكن غياب الفعالية الهجومية وتألق الحارس أيوب الخياطي حالا دون ذلك، لينتهي الشوط الأول بتقدم الجيش الملكي بهدف نظيف.
في الشوط الثاني، زادت الإثارة مع تبادل الفريقين للهجمات. وفي الدقيقة 60، عزز الفريق العسكري تقدمه بالهدف الثاني عن طريق اللاعب جويل بيا، ليزيد من صعوبة مهمة النادي المكناسي. ورغم التأخر بهدفين، أظهر لاعبو النادي المكناسي روحاً قتالية عالية، ونجح ياسين صنهاجي في تقليص الفارق في الدقائق الأخيرة. وفي الوقت بدل الضائع، أدرك شيخ عمر فاي التعادل للنادي المكناسي، مما أشعل المدرجات وأعاد الأمل لجماهير الفريق.
ومع استمرار الضغط النادي المكناسي، سجل المغراوي هدفاً ثالثاً في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، إلا أن الحكم نشيط نوفل ألغاه بداعي خطأ لأنس المهراوي، في قرار أثار جدلاً واسعاً بين الجماهير والمحللين، حيث اعتبر الكثيرون أن الهدف كان صحيحاً، ما حرم الفريق من فوز ثمين كان سيعزز حظوظه في الابتعاد عن مراكز الخطر.
بهذا التعادل، رفع الجيش الملكي رصيده إلى 31 نقطة في المركز الخامس، مع مباراتين مؤجلتين أمام الدفاع الحسني الجديدي ونهضة بركان، بينما رفع النادي المكناسي رصيده إلى 22 نقطة في المركز 12، ليظل في دائرة الصراع على البقاء ضمن القسم الأول.
رغم أن التعادل لم يكن النتيجة المثالية لأي من الفريقين، إلا أنه أبرز الروح القتالية للنادي المكناسي، الذي لا يزال متمسكاً بآماله في الهروب من مراكز الهبوط. من جهته، يسعى الجيش الملكي لتعويض النقاط الضائعة في مبارياته المقبلة للحفاظ على حظوظه في المنافسة على المراكز المتقدمة. المباراة أكدت مرة أخرى أن كرة القدم المغربية مليئة بالإثارة والجدل، في انتظار ما ستسفر عنه الجولات المقبلة من البطولة.