أخبار مكناس24 / هيئة التحرير
اتضح جليا من خلال بلاغ الحكومة الهندية الصادر اليوم الاثنين 21 غشت 2023، أن جنوب إفريقيا هي التي وجهت الدعوات للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المقرر عقده في 24 غشت بجوهانسبورغ، بمبادرة أحادية الجانب وبصفتها الوطنية.
ولا يحتاج بلاغ الحكومة الهندية لكثير من القراءات، حتى نفهم أن جنوب إفريقيا متواطئة مع الجزائر من أجل توجيه الدعوة إلى جبهة الانفصال للحضور في قمة بريكس/ إفريقيا، التي ستعقد على هامش اجتماع “بريكس”، المنظمة التي تضم كل من الصين وروسيا والهند والبرازيل بالإضافة الى جنوب إفريقيا التي التحقت بهم فقط سنة 2011.
ولعل ما جاء في تصريحات “المصدر المأذون” من وزارة الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج، كان واضحا وأن الحيلة لن تنطلي على المغرب، فجنوب إفريقيا ما تزال تسبح في بحيرة الانفصال وتؤيد البوليساريو رفقة نظام العسكر، وأن قمة “بركس” كانت جنوب إفريقيا تسعى لاستغلالها بكل الوسائل، لتحقيق أغراض غير معلنة، فسارعت إلى الإعلان عن وجود المغرب ضمن الدول التي أعلنت رغبتها في حضور المؤتمر بهدف الانضمام الى “بريكس”.
ويتهم المغرب جنوب إفريقيا بعدم الجدية في تنظيم مثل هذه اللقاءات الدولية، التي عادة ما تنتهي بانسحاب الوفد المغربي، حينما يشارك في جوهانسبورغ في لقاءات افريقية، إذ تعمل على استقدام المرتزقة في استفزاز واضح لمشاعر الوفد المغربي، الذي لا يتوانى في الانسحاب تماشيا مع روح المسؤولية التي تقتضيها مثل هذه المواقف الصبيانية لدولة لا تراعي سيادة الدول وقضاياها المصيرية.
ولأن الجزائر وجنوب إفريقيا يسعيان إلى إحضار البوليساريو في قمة بريكس/ إفريقيا، كان لابد من الرد المغربي القوي، الذي أكد انه غير معني أساسا بهذا الاجتماع، وأن علاقات متميزة تربطه بباقي الدول المشكلة للبريكس، الهند والصين والبرازيل وروسيا، بينما جنوب إفريقيا فهي مستمرة في معاكسة الوحدة الترابية للمملكة.
وتحيلنا هذه المناورة الجزائرية الجنوب افريقية على ما حدث في قمة تيكاد بتونس، وهي قمة تجمع اليابان بدول القارة الإفريقية، حينما ضغطت الجزائر على قيس السعيد لاستقبال ابن بطوش، إبراهيم غالي، زعيم الانفصاليين، في مطار تونس والمشاركة في قمة تيكاد، وهو ما تسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب ما تزال تداعياتها إلى حدود الآن، حينا قرر المغرب مقاطعة القمة وسحب سفيره من تونس.
ويذكر أن الجزائر وجنوب إفريقيا يستغلان مثل هذه المحافل الدولية التي تعقد فوق أراضيهما للترويج لأطروحة الانفصال واستدعاء المجرم إبراهيم غالي للحضور، لكن هذه الممارسات الصبيانية لن تزيد المغرب إلا قوة واصرارا على تنمية أقاليمه الجنوبية وحسم ملف الصحراء المغربية بعد اعتراف الدول العظمى وآخرها إسرائيل بسادته الكاملة على أراضيه، بينما سيريل رامافوزا و”تبون العسكر” فيواجهان خطر الزوال في أية لحظة بسبب تدهور الأوضاع في بلديهما.