بعدما خطت فرنسا طريق دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، تتجه الأنظار إلى موقف بريطانيا العظمى، العضو بمجلس الأمن وأحد الفاعلين الدوليين الحاسمين في العديد من الملفات الدولية.
ومع فوز حزب العمال بالانتخابات الأخيرة، سبق أن بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى كير ستارمر، بمناسبة تعيينه وزيرا أول للمملكة المتحدة.
الملك في البرقية ذاتها: “وهي مناسبة سانحة، لأعبر لمعاليكم عن مدى ارتياحي للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة المتينة والتعاون الوثيق التي تربط بين المملكتين المغربية والبريطانية، مؤكدا لكم حرصي القوي على العمل سويا معكم من أجل المضي قدما في ترسيخ هذه الروابط العريقة، بما يضفي دينامية جديدة على شراكتنا الاستراتيجية الواعدة، ويعزز نهج التشاور الفعال والتنسيق البناء بين بلدينا إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وتتجه لندن، إلى إعلان موقف مماثل لباريس تجاه المغرب، خاصة لاسيما ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة المغربية واعلان موقف جديد يؤكد مغربية الصحراء تحت السيادة الكاملة للمغرب.
وتأتي المباحثات التي جمعت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بنظيره وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي، في سياق التحول الكبير الذي بات يعرفه مسار ملف نزاع الصحراء المفتعل لدى مجموعة من الدول الكبرى.
كما ياتي ياتب هذا المستجد الدبلوماسي، في ظل تصاعد الأصوات المؤيدة من داخل المملكة المتحدة لخيار النسج على منوال أبرز البلدان الأوروبية التي دعمت مبادرة الحكم الذاتي، حيث أن بريطانيا تتجه خلال الفترة المقبلة إلى الخروج من المنطقة الرمادية وإعلان دعم المغرب في سيادته على صحرائه.
وفي وقت قريب، رفع 30 نائبا بريطانيا من حزبي العمال والمحافظين رسالة إلى ديفيد كاميرون، وزير الخارجية السابق، يطالبون فيها المملكة المتحدة بـ”تقديم دعم استباقي لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء”.