بووانو: مؤتمر العدالة والتنمية يؤسس لمرحلة جديدة من الالتزام الديمقراطي الداخلي

عبد اللطيف نبيه28 أبريل 2025آخر تحديث :
بووانو: مؤتمر العدالة والتنمية يؤسس لمرحلة جديدة من الالتزام الديمقراطي الداخلي

 

في مشهد سياسي مغربي متحرك ومليء بالتحديات، جاء تصريح عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، ليحمل رسائل عميقة تتجاوز حدود تقييم مؤتمر حزبي داخلي إلى التأكيد على قيم الديمقراطية الداخلية وحرية النقاش.

بووانو، وفي حديثه لموقع pjd.ma، وصف المؤتمر الوطني التاسع لحزبه بأنه “عرس ديمقراطي”، مشدداً على أن النقاشات التي شهدها كانت حرة، شفافة ومسؤولة، حيث عبّر 122 عضواً من أصل 245 عن آرائهم دون ضغوط أو تجريح، مما يعكس بحسبه نضجاً تنظيمياً وسياسياً متقدماً.

اختيار عبد الإله ابن كيران أميناً عاماً للحزب جاء، حسب بووانو، تتويجاً لهذه الممارسة الديمقراطية الحرة، بعيداً عن المظاهر السلبية التي باتت تطبع بعض المؤتمرات الحزبية الأخرى، في إشارة ضمنية إلى مشاهد التوتر والانقسامات التي عرفتها مؤتمرات أحزاب منافسة.

ما بين السطور، يحمل تصريح بووانو نقداً مبطناً للواقع السياسي المغربي، حيث يلمح إلى أن الممارسة الديمقراطية الحقيقية لا تزال عملة نادرة في الحياة الحزبية، داعياً الأحزاب الأخرى إلى الاقتداء بتجربة العدالة والتنمية، والنأي عن المظاهر الفرجوية في صناعة القرار الحزبي.

سياسياً، يضع هذا الخطاب حزب العدالة والتنمية في موقع الساعي إلى ترميم صورته بعد مراحل صعبة، عبر تأكيده على التشبث بقيم الحرية والمسؤولية في اتخاذ القرار، وعلى الالتزام الجماعي بقيادة ابن كيران، الذي تعقد عليه قواعد الحزب آمالاً لاستعادة بعض مما فقده من تأثير سياسي خلال السنوات الماضية.

وفي ظل تحديات كبرى سياسية واجتماعية واقتصادية يعرفها المغرب، يبدو أن رسالة بووانو ليست فقط للاستهلاك الداخلي، بل موجهة أيضاً للرأي العام الوطني والدولي، لتأكيد أن “البيجيدي” لا يزال يحتفظ بميزته الأساسية: النقاش الديمقراطي والالتزام الجماعي.

في انتظار ترجمة هذه التصريحات إلى مواقف عملية وسياسات جديدة، يبقى السؤال المطروح: هل سينجح العدالة والتنمية في تحويل هذا “العرس الديمقراطي” إلى انطلاقة سياسية جديدة، أم أن التحديات ستكون أكبر من قدرة الحزب على احتوائها؟

 

الاخبار العاجلة
error: تحذير