تستعد مدينة مكناس لدخول مرحلة جديدة في البنية التحتية للنقل السككي، حيث أعلنت السلطات المختصة عن قرب غلق المدخل الرئيسي لمحطة القطار مكناس القديمة، وذلك ابتداء من شهر غشت القادم، تمهيدًا لانطلاق أشغال بناء محطة قطار جديدة عصرية تُواكب متطلبات المدينة وساكنتها.
وحسب المعطيات المتوفرة، سيتم اعتماد مدخل مؤقت بديل بعد استكمال تهيئته في الأيام المقبلة، على أن تستمر عملية البناء الكاملة للمحطة الجديدة لمدة تُقدّر بـ 3 سنوات، مع إمكانية تسريع وتيرة الأشغال لتقليص المدة، في إطار استجابة مستعجلة لحاجيات التنقل وجودة الخدمات.
ويُرتقب أن تصل تكلفة المشروع إلى 180 مليون درهم، وهو ما يعكس حجم الرهان الموضوع على هذا الورش الكبير، الذي يدخل في إطار رؤية شاملة لتحديث منشآت النقل السككي عبر ربوع المملكة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين.
المحطة الجديدة، التي يتم التجهيز لها حاليًا، ستكون بمواصفات حديثة، سواء من حيث البنية المعمارية أو المرافق المخصصة للمسافرين، وستراعي متطلبات الراحة، السلامة، والتدبير الذكي لحركة الركاب، بما يتماشى مع الطابع التاريخي والحضاري لمدينة مكناس، وفي الوقت نفسه، يُعزز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية.
وتُعد محطة مكناس القديمة من بين أبرز المحطات السككية بالمغرب، نظرًا لموقعها الاستراتيجي، حيث تربط بين العاصمة الرباط والشرق، مرورا بفاس وتازة، ما يجعل مشروع إعادة بنائها خطوة نوعية في دعم الحركية الاقتصادية بالمنطقة.
هذا وتُتابع ساكنة المدينة باهتمام كبير تطورات هذا المشروع، في انتظار أن تتحول محطة القطار من مجرد فضاء عبور إلى معلمة حضرية متكاملة، تُجسّد طموحات مكناس في ولوج جيل جديد من البنيات التحتية ذات الجودة العالية.