في مشهد يُجسّد قيم المسؤولية والالتزام بخدمة الصالح العام، تدخل السيد باشا و السيد رئيس جماعة المشور الستينية بصفة استعجالية لحلّ الإشكال الذي أثارته “الستّرات الصفراء” بمنطقة لالة عودة ، وذلك بعد أن خلّفت وضعية الإشكالات المرتبطة بالساحة وأماكن ركن السيارات موجة من التذمّر في صفوف الساكنة وعدد من أصحاب المركبات.
هذا التدخل الاستباقي، الذي تم بتنسيق مع السلطات المحلية والمصالح التقنية المختصة، عكس مقاربة جديدة في تدبير الشأن المحلي، قوامها الإنصات للمواطنين، واتخاذ القرار في الميدان، والاستجابة السريعة للقضايا ذات الطابع الاجتماعي والمعيشي المباشر.
وقد أشرف المسؤولون المعنيون ميدانيا على وضع خطة استعجالية لحل هذا المشكل في أجواء من الحوار والتفاهم مع مختلف المعنيين بما يضمن مصلحة الساكنة و أصحاب السيارات على حد سواء ، مؤكدين أن كناش تحملات مواقف السيارات هو في طور المصادقة عليه ، بالإضافة إلى العديد من المشاريع التنموية الكبري التي عرفت انطلاقتها بجماعة المشور الستينية .
وتأتي هذه المبادرة في سياق سياسة القرب التي تنهجها باشوية و جماعة المشور الستينية، والتي تسعى إلى إرساء نموذج في الحكامة المحلية يرتكز على الفعالية، والتفاعل السريع، واعتماد حلول عملية تراعي خصوصيات المجال الترابي. كما تترجم هذه الخطوة روح المسؤولية والانخراط الإيجابي في تنزيل التوجيهات الوطنية التي تؤكد على ضرورة جعل الجماعات الترابية فاعلا محوريا في التنمية المحلية وتحسين جودة الحياة اليومية للمواطن.
عدد من الفاعلين الجمعويين والمهنيين بالمنطقة ثمنوا هذا التحرك المسؤول، مؤكدين أنه يعكس نضجا في تدبير الأزمات المحلية، ويبرز إرادة حقيقية لدى المجلس الجماعي في الإنصات للمواطنين والبحث عن حلول توافقية تراعي المصلحة العامة.
ومن جهته ، عبّر العديد من المتتبعين للشأن المحلي عن تقديرهم لهذه المبادرة التي تبرز أن العمل الميداني المباشر هو السبيل الأمثل لتكريس الثقة بين المواطن والسلطات المحلية والمؤسسة المنتخبة، وأن النجاعة في التدبير المحلي لا تقاس بالشعارات، بل بالفعل والنتائج الملموسة على أرض الواقع.
دون شك أن هذه الخطوة النوعية التي قامت بها باشوية و جماعة المشور الستينية تشكل نموذجا يُحتذى في التدبير المسؤول والمواطِن، وتعبّر عن روح جديدة في العمل الجماعي، قائمة على التفاعل، والحكامة، والتواصل المستمر مع المواطنين، بما يخدم المصلحة العامة ويُعزز الثقة في المؤسسات الترابية.
وتكتسب هذه المبادرة أهمية خاصة إذا ما تم وضعها في سياق رؤية جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للتنمية الترابية والحكامة الجيدة، التي تؤكد على أن النجاح في إدارة الجماعات المحلية لا يتحقق إلا من خلال الانصات للمواطنين، وتعزيز دور الفاعلين المحليين، وتبني مقاربة تشاركية تستند إلى الكفاءة والشفافية والمسؤولية. فالمبادرة التي تم اتخاذها بلالة عودة تجسّد هذه الرؤية على أرض الواقع، من خلال تقديم نموذج عملي لتفاعل المؤسسات الترابية مع القضايا اليومية للمواطنين، وتعزيز شعورهم بالانتماء والمواطنة الفاعلة.




