يواصل المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في دورته الرابعة، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، فعالياته بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، حيث شهد اليوم السادس تنظيم مجموعة من الندوات الهامة داخل قاعة الندوات، بمشاركة مؤسسات بارزة تناولت قضايا حيوية تتعلق بالاقتصاد وريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية.
الجمارك والضرائب غير المباشرة: رؤية استراتيجية نحو 2028
استهلت الندوات بجلسة نظمتها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، حيث تم استعراض استراتيجية الإدارة على أفق 2028، والتي تهدف إلى تحديث وتطوير منظومة الجمارك لتعزيز الفعالية وتحسين الخدمات المقدمة للمتعاملين الاقتصاديين. كما ناقش المتدخلون سبل تبسيط الإجراءات الجمركية وتشجيع الاستثمارات من خلال تسهيلات ضريبية وتحفيزية.
بنك المغرب: الدفع الإلكتروني في صلب التحول الرقمي
وفي جلسة أخرى، سلط بنك المغرب الضوء على وسائل الأداء والدفع عبر الهاتف المحمول، حيث تمت مناقشة التحولات الرقمية في مجال المعاملات المالية، ودور الدفع عبر الهاتف المحمول في تعزيز الشمول المالي وتسهيل العمليات التجارية، خاصة في قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. كما تم التطرق إلى التحديات المرتبطة بتأمين المعاملات الإلكترونية وتوسيع نطاق استخدامها.
أنابيك: دعم ريادة الأعمال والتشغيل
من جهتها، قدمت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) عرضًا حول التدابير التحفيزية لريادة الأعمال والتشغيل، مؤكدةً على التزامها بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير برامج تكوين وتأهيل لفائدة الشباب الراغبين في ولوج سوق الشغل أو إنشاء مقاولاتهم الخاصة.
التجارة الإلكترونية: رهان أساسي للمقاولين الشباب
أما التجاري وفا بنك، عبر مبادرته “دار المقاول”، فقد ناقش موضوع التجارة الإلكترونية والاستراتيجيات التسويقية، حيث تم استعراض الفرص التي تتيحها المنصات الرقمية للمقاولين الشباب، وأهمية التسويق الإلكتروني في تعزيز تنافسية المشاريع الناشئة. كما تم تقديم نصائح حول أفضل الممارسات في البيع عبر الإنترنت والاستفادة من الأدوات الرقمية لتوسيع نطاق الزبائن.
نحو اقتصاد اجتماعي وتضامني أكثر ديناميكية
يعكس تنوع المواضيع المطروحة في هذه الندوات الأهمية المتزايدة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تحقيق تنمية مستدامة، خصوصًا مع التحولات الرقمية والاقتصادية التي يعرفها العالم. ويشكل هذا المعرض فرصة للمشاركين لاكتساب معارف جديدة، والاستفادة من التجارب الناجحة، وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين.
من خلال هذه النقاشات الثرية، يواصل المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمكناس ترسيخ مكانته كمنصة أساسية لدعم المبادرات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز روح المقاولة والتعاون في المملكة.