احتضنت قاعة الاجتماعات بملحقة عمالة مكناس (أكدال) فعاليات مهرجان خطابي وحفل تكريمي، نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمكناس، بمناسبة الذكرى 87 لمعركة وادي بوفكران. ترأس هذا الحدث السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بحضور السيد عبدالغني الصبار، عامل عمالة مكناس.
في كلمته، استعرض السيد الكثيري أمام الحاضرين تاريخ مقاومة المكناسيين وصمودهم في الدفاع عن ماء وادي بوفكران، مسلطًا الضوء على النضال البطولي الذي قادته المقاومة المحلية في تلك الفترة الحاسمة. وأكد على أهمية استحضار هذه الذكرى التاريخية التي تجسد روح الوطنية والإصرار على تحقيق الحرية والاستقلال.
كما شهدت المناسبة كلمة لرئيس جمعية الإسماعيلية لحفظ التراث والذاكرة ودعم إصلاح المساجد بمكناس، الذي تحدث عن أهمية الحفاظ على التراث المحلي ودوره في تعزيز الهوية الوطنية.
وفي إطار الندوة العلمية التي أقيمت بالمناسبة، تناول الدكتور عبداللطيف الخمار، أستاذ التعليم العالي بكلية متعددة التخصصات بتازة، موضوع “دور الجامع الكبير بمكناس: تاريخ وعمارة”، حيث قدم تحليلاً معمقًا لدور هذا المعلم التاريخي في حياة المدينة وفي أحداث معركة وادي بوفكران.
كما ساهم الدكتور محمد بركة، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، بورقة علمية حول “دور الجامع الكبير بمكناس في أحداث وادي بوفكران لترسيخ الوعي الوطني”، مسلطًا الضوء على تأثير المسجد في تنمية الحس الوطني وتعزيز الروح الوطنية لدى السكان.
وفي ذات السياق، تحدث الدكتور حمو أورامو، رئيس المجلس المحلي العلمي بمكناس، عن “المساجد والتربية على المواطنة: الجامع الكبير نموذجًا”، مشيرًا إلى دور المساجد في نشر قيم المواطنة والتربية على حب الوطن.
وقد تم خلال الحفل تكريم 24 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمكناس، الذين تم منحهم لوحات تقديرية تقديرًا لعطائهم ومساهمتهم في النضال الوطني. كما تم توزيع إعانات مالية على عدد من أسر المقاومين، تعبيرا عن الإمتنان والاعتراف بتضحياتهم.
هذا الحدث يأتي في إطار جهود المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير للحفاظ على الذاكرة التاريخية للمغرب ، وتكريم ألئك الذين قدموا حياتهم وطاقاتهم من أجل إستقلال وحرية الوطن ، وأكد المتدخلون على ضرورة مواصلة العناية بأسرة المقاومين وتقديم الدعم اللازم لهم ، ايمانا بقيمة ما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات.
وفي ختام الحفل، تليت برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله.