أخبار مكناس 24/ هيئة التحرير
التأم باحثون وخبراء ومهنيون، اليوم الثلاثاء بمكناس، لمناقشة تعرض الفلاحة، بالمغرب والعالم، للتغيرات المناخية، وسبل تقوية صمودها ومقاومتها بشكل مستدام.
ودعا مشاركون في ندوة علمية نظمها المعهد الوطني للبحث الزراعي – المركز الجهوي مكناس – حول موضوع ” التغيرات المناخية ومقاومة الفلاحة للجفاف “، إلى تعزيز الشراكات بين مختلف المتدخلين الجهويين في مجالات البحث والتنمية والاستشارة الفلاحية بهدف تعزيز العمل المشترك لأجل فلاحة مستدامة ومقاومة لآثار التغيرات المناخية.
وأشاروا إلى أن استدامة الفلاحة رهين بدرجة التأقلم مع تأثيرات الاحتباس الحراري، خاصة الجفاف، مبرزين ضرورة تقوية مرونة الأنظمة الزراعية المغربية تجاه التغيرات و نقص المياه و ضعف وشح التساقطات، لاسيما في ظل توقعات بارتفاع الاحتياجات المستقبلية من هذه المادة الحيوية.
وشكلت الندوة مناسبة لتقاسم النتائج المستجدة في مجال البحوث الزراعية حول هذا الموضوع ، و التي تأتت في إطار برامج البحوث الخاصة بالمعهد الوطني البحث الزراعي للفترة 2017-2020 ، كما في إطار برامج البحث والتنمية التي تدعمها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في إطار “الآلية التنافسية لتطوير البحوث والإرشاد 2018-2021”.
كما تم التطرق إلى تحليل مدى تعرض الزراعة للجفاف وفقا للسيناريوهات الحالية والمستقبلية، وسيتم إبراز نتائج البحوث الحديثة في مجال تكييف الممارسات الزراعية مع نقص مياه السقي في زراعة الأشجار المثمرة والمحاصيل السنوية.
وأبرز مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي – المركز الجهوي مكناس – فوزي البكاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تأثير التغيرات المناخية على الزراعة يبقى “ملموسا جدا”، على اعتبار أنه يمس مردودية الإنتاج وجودته، مضيفا أن المعهد يشتغل على هذا الموضوع منذ عدة سنوات عبر التركيز على عدة جوانب.
وأشار إلى أن المعهد يهتم على الخصوص برسم السيناريوهات الحالية والمستقبلية للتغيرات المناخية ودراسة تأثيرها على بعض الزراعات، خصوصا الأشجار المثمرة والحبوب، والتي تلعب دورا مهما في الاقتصاد الوطني، إلى جانب تحليل بعض التكنولوجيات الجديدة الضرورية لتطوير الفلاحة، مضيفا أن خلاصات هذه الندوة ستساهم في تنفيذ مخطط “الجيل الأخضر 2020 – 2030”.
في هذا السياق، ذكر بأن المعهد الوطني للبحث الزراعي “منخرط بشكل تام” في تطوير التكنولوجيات الفلاحية المتقدمة لتحقيق أهداف مخطط “الجيل الأخضر”.
كما يساهم المعهد في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه ، وذلك من خلال الدراسات المستقبلية لتأثيرات تغير المناخ على القطاع الفلاحي، وعرض باقات تكنولوجية لاقتصاد وتدبير المياه، وتطوير أدوات إدارة مستدامة لمياه السقي على مستوى الضيعة.
وقد تطرقت الندوة بشكل خاص إلى محورين أساسيين يتعلقان ب “قابلية تأثر الفلاحة بالتغيرات المناخية” ، و “تكييف الممارسات مع نقص المياه في الفلاحة”.