في خطوة غير متوقعة، شهد المغرب تعديلًا حكوميًا أثار اهتمام المتابعين، حيث تم تعيين أمين التهراوي، رجل الأعمال ومدير ديوان رئيس الحكومة، وزيرًا للصحة والحماية الاجتماعية، خلفًا للبروفيسور خالد آيت الطالب. وقد تم اليوم الخميس بمقر الوزارة في الرباط توديع آيت الطالب وسط تصفيقات حارة ومشاعر الحزن، في إشارة إلى التقدير الكبير الذي يحظى به بسبب كفاءته العالية وإدارته الناجحة لعدد من الملفات الهامة.
خالد آيت الطالب، الذي شغل عدة مناصب طبية وإدارية قبل تعيينه وزيرًا في حكومة سعد الدين العثماني في أكتوبر 2019، برز بشكل خاص خلال إدارته لأزمة جائحة كورونا في المغرب. هذه الأزمة فرضت تحديات هائلة على المنظومة الصحية، إلا أن الوزير وفريقه نجحوا في التعامل معها بمهارة وحزم، ما جعل العديد من المتابعين يشيدون بإدارته. كما عمل آيت الطالب على تنفيذ عدد من المشاريع والإصلاحات الكبرى، من بينها إطلاق مشروع الحماية الاجتماعية بتوجيه من الملك محمد السادس.
ورغم النجاحات التي حققها، لم تكن فترة توليه الوزارة خالية من التحديات الداخلية، حيث شهد القطاع الصحي إضرابات واحتجاجات من الأطر المهنية. في يوليو الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين الوزارة والنقابات لزيادة الأجور وتحسين الأوضاع الوظيفية لمهنيي الصحة، لكن بعض البنود المدرجة في مشروع قانون المالية للسنة المقبلة أثارت مخاوف جديدة من التراجع عن هذه المكاسب، ما قد يعيد الاحتقان إلى القطاع.
التحديات التي يواجهها الوزير الجديد، أمين التهراوي، تبدو كبيرة، فهو ليس معروفًا في المجال السياسي أو الصحي، بل قادم من عالم المال والأعمال. ومع ذلك، فإن الآمال معقودة عليه لمواصلة الإصلاحات وتحسين الخدمات الصحية. من الملفات الأكثر إلحاحًا أمامه: تحسين الموارد البشرية وتحفيزها، تقليص الفوارق المجالية في الخدمات الصحية، وإدماج التكنولوجيا الحديثة لتعزيز كفاءة القطاع.
في ختام مراسم تسليم السلط، عبر التهراوي عن امتنانه للملك محمد السادس على الثقة المولوية، وأكد عزمه على مواصلة العمل على تحسين قطاع الصحة والحماية الاجتماعية، مشيدًا بالإنجازات التي حققها سلفه آيت الطالب.