أخبار مكناس 24 /هيئة التحرير
في إطار الالتزام بنقل الحقائق والوقائع كما هي بكل صدق وأمانة، ورغم المضايقات والهجوم الذي تعرضت له جريدتنا “أخبار مكناس 24” من شخص له مصلحة في عدم بناء المدرسة العمومية بعد نشرنا لمقال سابق تحت عنوان (تعثر عملية تشييد مدرسة عمومية جديدة بمكناس تسبب في تعليق موعد افتتاحها..)، وهو مقال عززناه بوثائق ومستندات رسمية، “ومن جانبنا نحتفظ لأنفسنا بحق الرد على هذا الشخص بكل الوسائل القانونية”.
ومن خلال مواصلة تتبعنا لهذا الملف، عرفت منطقة رياض الإسماعيلية أناسي (تجزئة طه) صباح يوم أمس 10/08/2021 مشهدا يحمل العديد من المفارقات التي تجعل الملاحظ يبقى مشدوها وحائرا أمام وقائع تحدث أمامه، وهي تعبر عما تعرفه مدينة مكناس من تناقضات صارخة بين الواقع والقانون.
ففي حين أن تصميم تجزئة (طه) يضم إقامة مدرسة عمومية فوق قطعة أرضية محفظة، جعلتها المديرية الإقليمية للتربية الوطنية مكناس ضمن المؤسسات التعليمية التي كان من المزمع أن تفتح أبوابها برسم الموسم الدراسي 2021/2022، نجد جمعية من أنصار حزب العدالة والتنمية تعترض على إقامة المدرسة بدعوى أن الحي في حاجة إلى ملعب لأطفال وشباب الساكنة وليس إلى مدرسة، وهو ما جعل الجمعية المذكورة تقف بالمرصاد للمقاول الذي رست عليه صفقة بناء المدرسة العمومية وتقوم بمنعه عن طريق تنظيم وقفة احتجاجية دون ترخيص من السلطات المحلية كما يظهر ذلك في شريط فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي يبدو فيه السيد باشا المنطقة الحضرية مرجان وهو يحاور رئيس الجمعية بكل هدوء ويطالبه بمده بالترخيص للوقفة الاحتجاجية، ويوضح له مدى خطورة هذا الفعل، كما يحمله كامل المسؤولية فيما يترتب عن ذلك من تبعات.
وقد قام أعضاء الجمعية رفقة مجموعة من الأطفال والنساء، في إطار وقفتهم الاحتجاجية، بمنع المقاول من وضع يافطة الورش التي تشير إلى بناء المدرسة العمومية، ومباشرة عملية البناء.
والطريف في الأمر أن الجهة المرخصة بالتجزئة وإقامة المدرسة العمومية بها هي جماعة مكناس الحضرية التي يديرها حزب العدالة والتنمية، وفي الوقت نفسه نجد أن الجهة المنظمة للوقفة الاحتجاجية ضد إقامة المدرسة العمومية هي جمعية من أنصار حزب العدالة والتنمية، ورئيس هذه الجمعية يعتبر من النشطاء البارزين والمناضلين الأوفياء في الحزب، وتجده دائما في الحملات الانتخابية يحمل نفس مكبر الصوت ويرتدي نفس السترة “الجيلي” الذي يرتديه في هذه الوقفة لا ينقصه سوى رمز المصباح.
لذلك، فلنترك تحليل هذه المفارقات لمحللي السلوك لعلهم يجدون لها تفسيرا !!!.