عامل عمالة مكناس يُطلق مشاورات تنموية تاريخية تنفيذا للتوجيهات الملكية.. انطلاقة جديدة للعدالة المجالية بالمغرب

عبد اللطيف نبيه4 نوفمبر 2025آخر تحديث :
عامل عمالة مكناس يُطلق مشاورات تنموية تاريخية تنفيذا للتوجيهات الملكية.. انطلاقة جديدة للعدالة المجالية بالمغرب

 


ترأس عامل عمالة مكناس، السيد عبد الغني الصبار، صباح اليوم، الانطلاقة الرسمية للقاءات التشاورية الخاصة بإعداد برنامج التنمية المندمج للعمالة، وهي محطة تعكس حركية جديدة في تدبير الشأن المحلي وتترجم التوجيهات الملكية الداعية إلى صياغة نموذج تنموي ترابي متجدد وفعال.

وتندرج هذه المبادرة في إطار تفعيل التعليمات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش بتاريخ 29 يوليوز 2025، والخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحادية عشرة يوم 10 أكتوبر 2025، اللذين شدّد فيهما جلالة الملك محمد السادس نصره الله على تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة بمختلف جهات المملكة، عبر اعتماد مقاربة عادلة ومنصفة تمنح لكل منطقة فرصًا متساوية لإبراز قدراتها والاستفادة من ثمار التنمية.

وقد احتضنت قاعة الاجتماعات بمندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكناس فعاليات هذا اللقاء، بحضور السيد العامل مرفوقًا بالسيد الكاتب العام للعمالة، إلى جانب ممثلي الهيئات المنتخبة والقطاعات الحكومية والمجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح عامل عمالة مكناس، عبد الغني الصبار، أن هذا البرنامج، الذي يأتي انسجامًا مع الرؤية الملكية السامية، يهدف إلى تعزيز الخصوصيات المحلية وترسيخ الجهوية المتقدمة ومبادئ التكامل والتضامن بين مختلف الوحدات الترابية، بما يضمن الولوج المنصف لثمار التنمية عبر جميع المجالات الترابية.

وأكد السيد الصبار أن هذا الجيل الجديد من البرامج يرتكز على ست أولويات أساسية تتمثل في دعم التشغيل والاستثمار المحلي، تطوير الخدمات الاجتماعية الأساسية، التدبير المستدام للموارد المائية، والتنمية المندمجة للمجال الترابي في تناغم مع المشاريع الوطنية الكبرى. كما أشار إلى إعطاء أهمية خاصة للمناطق الهشة ومراعاة خصوصياتها، إلى جانب تفعيل آليات التنمية الساحلية في إطار القانون الوطني المتعلق بالساحل والمخطط الوطني لتدبيره.

كما أبرز السيد العامل أن هذه العملية سبقتها اجتماعات تحضيرية خلال شهري غشت وشتنبر لجمع مقترحات المشاريع، مؤكدا أن هذا الجيل من البرامج يعتمد مقاربة تشاركية تضع المواطن في صلب العملية التنموية وتستهدف تقليص الفوارق المجالية عبر إشراك السكان في التشخيص والتصميم والتنفيذ.

وفي هذا السياق، أعلن السيد الصبار عن إحداث أربع لجان موضوعاتية مكلفة بتتبع إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة على مستوى عمالة مكناس، بما يستجيب لانتظارات الساكنة المحلية.

ومن جهته، أبرز الكاتب العام لعمالة مكناس، السيد أحمد صبير، ما تزخر به العمالة من مؤهلات تاريخية واقتصادية وجغرافية، مؤكدا أن المدينة الإسماعيلية شهدت خلال السنوات الأخيرة دينامية تنموية كبرى، حيث تم إنجاز 1670 مشروعاً بغلاف مالي يقدر بـ12 مليار درهم، همّت تأهيل البنيات التحتية والقطاعات الاجتماعية والإنتاجية ودعم الاستثمار.

وأوضح أن إعداد الجيل الجديد من البرامج التنموية يندرج في إطار التنزيل الفعلي لورش الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري، وفق التوجيهات الملكية السامية، بما يسمح بتطوير نموذج تنموي نابع من الخصوصيات المحلية.

وقد شكل هذا اللقاء مناسبة للتأكيد على أهمية المقاربة التشاركية المعتمدة في إعداد البرنامج، مع الدعوة إلى التركيز على القطاعات الحيوية، خاصة الصحة والتعليم والتشغيل، وإلى تعبئة مختلف الفاعلين لإنجاح هذه المحطة المفصلية في المسار التنموي للإقليم.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الورش انطلق اليوم بالتزامن مع إطلاق مشاورات واسعة عبر 75 عمالة وإقليماً بالمملكة، في خطوة أولى نحو إعداد برامج ترابية تستجيب لحاجيات المواطنين، وفق رؤية تشاركية مبتكرة ومنفتحة على الحوار والإصغاء.

وبهذه الدينامية، تؤكد عمالة مكناس عزمها مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والسير بثبات نحو نموذج تنموي متوازن ومندمج يحقق تطلعات الساكنة ويضمن كرامتهم وجودة عيشهم.

 

 

 

 

 

 

 

الاخبار العاجلة
error: تحذير