منذ انتخابه رئيسًا لمجلس جماعة مكناس، رسم عباس الومغاري مسارًا واضحًا قائمًا على العمل الميداني، والشراكات الفعالة، وتفعيل المشاريع التنموية العالقة، بعيدًا عن منطق الشعارات والخطابات الجوفاء.
ففي ظرف زمني وجيز، تمكن المجلس الجماعي تحت رئاسته من تحريك عدد من الملفات التي طال انتظارها، والتي ظلت لسنوات رهينة التعقيدات الإدارية أو غياب التمويل. ومن أبرزها مشاريع كبرى مثل تهيئة السوق النموذجي، تأهيل محطة القطار، مشروع المسرح الكبير، والمرافق الرياضية والثقافية الموجهة للشباب.
يقول أحد الفاعلين الاقتصاديين بالمدينة: “مكناس بدأت تستعيد ديناميتها التنموية بفضل مقاربة جديدة تعتمد على الشراكة والفعالية، والرئيس الحالي لعب دورًا مهمًا في كسب ثقة المستثمرين والمؤسسات العمومية.”
ويُحسب للرئيس اعتماده على مقاربة تشاركية في التسيير، تقوم على التنسيق مع مختلف المتدخلين، من سلطات محلية وقطاعات وزارية ومجتمع مدني، إلى جانب إشراك مكونات المجلس في اتخاذ القرار وتحديد الأولويات، وهو ما انعكس على وتيرة العمل وجودته.
وتؤكد مستشار جماعي من الأغلبية: “رغم اختلاف المرجعيات، إلا أن التواصل داخل المجلس تحسن كثيرًا، والرئيس يحترم الرأي الآخر ويُشرك الجميع في النقاش حول قضايا المدينة.”
كما شهدت مدينة مكناس خلال الفترة الأخيرة حركية جديدة في مجال تعبئة الموارد المالية، حيث استطاع المجلس رفع المداخيل الجماعية بشكل ملحوظ، انعكس مما أتاح توفير غلاف مالي مهم لدعم المشاريع الهيكلية.
من الواضح أن العمل أصبح مبنيًا على التخطيط وليس الارتجال، وهذا ما على نسبة الإنجاز والإشراف الفعلي على الأوراش”، يضيف فاعل مدني من إحدى الجمعيات المحلية.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المتابعين أن قوة الومغاري لا تكمن فقط في حضوره الميداني، بل في قدرته على التفاوض، وجلب التمويل، وإعادة الثقة بين المجلس والمؤسسات المركزية.
ورغم الإكراهات المتعددة التي تواجه التدبير المحلي، من نقص في الموارد البشرية إلى ثقل الموروث العقاري، فإن الومغاري يسعى إلى معالجة الملفات بروح عملية وبتواصل منتظم مع الساكنة.
ويختم فاعل سياسي معروف بالعاصمة الإسماعيلية بالقول: “المرحلة الحالية ليست مثالية، لكنها أفضل بكثير مما مضى، وهناك انطباع عام بأن مكناس على سكة الإصلاح رغم الصعوبات.”
ختامًا، فإن تجربة عباس الومغاري على رأس جماعة مكناس تقدم نموذجًا لرئاسة تشتغل بصمت، وترتكز على الفعل الملموس، في أفق جعل مكناس مدينة في مستوى طموحات أبنائها ومكانتها التاريخية.