في واقعة مثيرة تسلط الضوء على أساليب جديدة يعتمدها بارونات التهريب، تمكنت مصالح الجمارك بتنسيق مع عناصر الأمن العاملة بمعبر باب سبتة من توقيف شخص حاول تهريب كمية ضخمة من المخدرات، بعدما انتحل صفة صحافي واستخدم بطائق وشارة مزيفة للتمويه على السلطات.
الموقوف، المنحدر من مدينة طنجة، كان يقود سيارة من نوع “هيونداي أكسنت” تحمل شارة تشير إلى “الصحافة”، وعُثر بحوزته على عدة بطائق غير رسمية منسوبة لوسائل إعلام وجمعيات مدنية وحقوقية. وبعد تفتيش دقيق، تم اكتشاف أزيد من 181 كيلوغراما من مخدر الشيرا داخل عربة مقطورة يجرها خلف سيارته، في واحدة من أكبر عمليات التهريب التي تم إحباطها مؤخراً بالمعبر الحدودي.
ووفق مصادر مطلعة، فإن هذه الواقعة تثير تساؤلات جدية حول استغلال بعض الشبكات الإجرامية للصفة الصحافية أو الجمعوية كغطاء لتهريب المخدرات، ما يستدعي تشديد المراقبة والتدقيق في الوثائق المهنية التي يُدلى بها عند المعابر.
ولم تقتصر مجهودات عناصر الجمارك والأمن على هذه العملية فقط، إذ تم في اليوم نفسه إحباط محاولة تهريب ثانية تورط فيها شاب يبلغ من العمر 21 سنة، حاول إدخال 1.2 كيلوغرام من الشيرا إلى سبتة المحتلة عبر ممر الراجلين، قبل أن تتمكن العناصر الأمنية من توقيفه وإحباط محاولته.
وأكدت مصادر أمنية أن العمليتين تعكسان اليقظة العالية للأجهزة الجمركية والأمنية بمعبر باب سبتة، في مواجهة الضغوط المستمرة لشبكات تهريب المخدرات، مشيرة إلى أن هذه النجاحات الميدانية تشكل ضربة قوية لتجار السموم الذين يحاولون ابتكار أساليب جديدة للإفلات من الرقابة.