تعتبر مدينة مكناس، بتاريخها العريق وموقعها الاستراتيجي، قطبًا تنمويًا واعدًا في المملكة المغربية. وفي هذا السياق، يكتسي دور رئيس الجماعة أهمية بالغة في قيادة جهود التنمية وتحقيق تطلعات الساكنة. ويهدف هذا المقال إلى تقييم موضوعي للأداء التنموي للسيد عباس الومغاري منذ توليه رآسة جماعة مكناس خلفا للسيد جواد بحجي ، مع التركيز على المجهودات المبذولة، والرهانات المستقبلية، ومدى استجابة هذه الجهود لانتظارات ساكنة العاصمة الإسماعيلية.
ولقد اعتمدنا خلال هذا المقال حول أداء السيد رئيس الجماعة على منهجية تحليلية متعددة الأبعاد، تشمل:
* تحليل البيانات الكمية والنوعية: من خلال استعراض المؤشرات الإحصائية المتعلقة بالتنمية المحلية، وتحليل التقارير الرسمية، وإجراء مقابلات مع مسؤولين وفعاليات المجتمع المدني.
* دراسة الحالة: من خلال تحليل المشاريع والمبادرات التنموية التي تم تنفيذها، وتقييم تأثيرها على حياة ساكنة المدينة.
* تحليل الخطاب السياسي: من خلال تحليل تصريحات رئيس الجماعة وخططه التنموية، ومدى توافقها مع انتظارات الساكنة.
فعلى مستوى البنية التحتية فتشهد
المدينة تطورا ملحوظا من خلال مشاريع تأهيل الطرقات، وتوسيع شبكات الصرف الصحي، وتحديث الإنارة العمومية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بتأهيل الأحياء الهامشية، وتوفير البنية التحتية الأساسية في بعض المناطق.
وعلى مستوى التنمية الاقتصادية
تسعى الجماعة إلى جذب الاستثمارات، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والإسهام في الإرتقاء بالقطاع السياحي.
وفيما يتعلق بالتنمية الاجتماعية:
فيبذل السيد عباس المغاري جهودا كبرى لتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية، وتحسين ظروف العيش خاصة في الأحياء الشعبية.
أما على مستوى التنمية الثقافية والبيئية ، فيحرص السيد رئيس الجماعة على الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة، وتوظيفه في التنمية السياحية ، وحرصه على النهوض بأدوار البنيات الثقافية الجماعية وحرصه كذلك على المحافظة على البيئة، والاعتناء بالفضاءات الخضراء ، وتعزيز الوعي البيئي لدى الساكنة ، و إشراك المجتمع المدني في تنزيل وتفعيل البرامج البيئية و بما يجعل مكناس من بين المدن النظيفة على المستوى الجهوي والوطني.
وبالرغم من قصر المدة على رأس جماعة مكناس ، يضع السيد عباس المغاري صوب أعينه تحقيق الرهانات المستقبلية والاستجابة لانتظارات الساكنة، وذلك من خلال تأكيده في الكثير من المناسبات واللقاءات على أهمية تطوير آليات الحكامة المحلية، وتعزيز مشاركة المجتمع المدني في صنع القرار ، وكذا تحقيق التنمية المستدامة من خلال مشاريع تراعي البعد البيئي والاجتماعي والتاريخي .فضلا عن تطوير آليات التواصل بين الجماعة والساكنة ،و تشجيع المشاريع التي من شأنها إنعاش السياحة المحلية للمدينة.
أكيد أن السيد عباس المغاري يبذل جهودًا ملحوظة لتحقيق التنمية المحلية، إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجه الجماعة، وتتطلب تضافر الجهود من طرف جميع المتدخلين و الفاعلين لتحقيق تطلعات ساكنة مكناس. ومن خلال حرص السيد الرئيس على تبني رؤية استراتيجية شاملة ، وبأهداف واضحة ، وبمدة إنجاز محددة، و من خلال حرصه على تعزيز الشراكات، وجذب الاستثمارات لخلق فرص الشغل للشباب ،وتفعيل آليات الحكامة الجيدة، ستتمكن الجماعة، بدون شك ، من تحقيق نقلة نوعية في مسار التنمية المحلية ، ورفع التحديات ، واعتماد السرعة القصوى في تنفيذ المشاريع ، والشفافية، والسهر على التتبع والمواكبة لاستدراك مافات خلال “الحقبة الماضية ” وبالتالي كسب رهان جعل مكناس قلعة للإشعاع الإقتصادي والسياحي والثقافي والرياضي ، يعيد للمدينة بريقها وصفحات ذهبية من تاريخها المشرق والممتد عبر قرون .